دعا الإخوان للمشاركة بحكومته
الخصاونة: مهمتي استعادة ثقة الأردنيين
الخصاونة: متفائل بمستقبل الأردن رغم الاحتقان الموجود بالمنطقة (الجزيرة نت)
محمد النجار–عمان
قال رئيس الوزراء الأردني المكلف عون الخصاونة إنه سيعمل على إعادة الثقة بين النظام السياسي والشعب، في الوقت الذي كشفت فيه مصادر مطلعة للجزيرة نت عن استياء الملك عبد الله الثاني من انسداد الأفق السياسي في البلاد لاسيما ما يتعلق بالحوار مع المعارضة.
ودعا الخصاونة الإسلاميين للمشاركة بحكومته، وهو موقف رحب به الإسلاميون, وأضاف في تصريحات خاصة للجزيرة والجزيرة نت بعد ساعات من تكليفه بأن "النزاهة وإعادة اللحمة والثقة بين النظام السياسي في الأردن والشعب هي المفتاح للإصلاح السياسي والاقتصادي".
وعبر رئيس الوزراء المكلف عن أمله في أن يتمكن من تشكيل الحكومة "من كل الأطياف والشخصيات المحترمة التي يثق الناس بها وبنزاهتها".
كما عبر عن تفاؤله بالمستقبل، وقال إنه يستقبل تكليف الملك له بتشكيل الحكومة "بكثير من التفاؤل بمستقبل الأردن رغم الاحتقان الموجود في المنطقة".
وتابع "أعتقد أن الأردن بإذن الله قادر على تخطي الأزمات التي تمر بنا جميعا، وسنعمل على الإصلاح الشامل السياسي والتشريعي والاقتصادي، وإن شاء الله نكون على قدر توقعات كتاب التكليف السامي وعلى قدر توقعات المواطنين".
الخصاونة: قلوبنا مفتوحة ويدنا ممدودة لجميع الأطياف (الجزيرة)
دعوة الإخوان
ودعا الخصاونة جماعة الإخوان المسلمين للمشاركة في حكومته، وقال "قلوبنا مفتوحة ويدنا ممدودة لجميع الأطياف في الأردن، وأنا ليس عندي أي عداوات مع أي طرف بل على العكس أعتبر أنني أتمتع بصداقات مع القوى السياسية جميعا، وهذا البلد بلد الجميع، والجميع مدعوون للعمل لما فيه خير البلد".
وأضاف "نرحب بالإخوان المسلمين والحركة الإسلامية وكل الأطياف، وهذا موقف قديم لي ولم يكن لدي موقف مسبق مع أي من الجهات السياسية في الأردن، ونأمل أن يشاركوا بالحكومة عندما يتم تشكيلها وتجري مشاورات مع جميع الأطياف".
ولفت إلى أن من المهام الأساسية للحكومة البناء على التعديلات الدستورية الأخيرة التي تدعو لمراجعة كل القوانين.
وزاد "أعتقد أنه يجب أن تكون هناك نهضة تشريعية، مع إيماني بأن النصوص ليست الحل، وهي تحتاج لمن يقوم بتطبيقها وتفسيرها".
وردا على سؤال حول مطالبات الشارع بمكافحة الفساد، قال الخصاونة إن حكومته ستحارب الفساد وستعلن خطتها لذلك بعد تشكيلها.
وقال "الفساد يبدو كأنه سرطان يفتك في جسم الوطن والأمة، ولكن مكافحة الفساد لا ينبغي أن تتم على حساب سمعة الناس الأبرياء، ولا بد أن يكون خاضعا للمعايير الدولية القانونية من افتراض البراءة أولا".
ترحيب الإخوان
من جانبه رحب الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي حمزة منصور بدعوة الخصاونة للإسلاميين المشاركة بالحكومة.
وقال للجزيرة نت "نشكر دولة الرئيس على هذه الرسالة والدعوة، ومشاركتنا تتوقف على برنامج الحكومة وبرنامجها للإصلاح الشامل والجدول الزمني لتحقيق هذا الإصلاح".
وقال منصور إن الإسلاميين منفتحون على الحكومة الجديدة والحوار معها لما فيه خير الوطن، مشيرا إلى أن رفض الإسلاميين للحوار مع حكومة البخيت المستقيلة جاء لعدم جدوى الحوار معها كونها تحولت لجزء من الأزمة.
ويأتي تشكيل الحكومة قبل يوم من انطلاق حوار بين الإسلاميين والديوان الملكي، كما جاء مع تغييرات شاملة تشهدها مناصب عليا.
وعين العاهل الأردني اليوم فيصل الشوبكي مديرا للمخابرات العامة خلفا لمحمد الرقاد الذي قرر الملك إحالته على التقاعد بعد ترفيعه لمنصب فريق أول، وتعيينه عضوا بمجلس الأعيان.
وتتحدث أوساط سياسية عن تغييرات أخرى ستشهدها البلاد قريبا قد تخص مناصب رئيس الديوان الملكي ومدير الأمن العام ومناصب أخرى.
وحكومة الخصاونة هي الثالثة بالأردن خلال عشرة أشهر فقط، حيث أقيلت حكومة سمير الرفاعي مطلع فبراير/ شباط الماضي بعد أربعين يوما من حصولها على ثقة قياسية، فيما أقيلت حكومة معروف البخيت بعد ثمانية أشهر فقط على تكليفها، وشهد عهدها تنامي الحراكات الشعبية المطالبة بالإصلاح وتصاعد شعاراتها حتى طالت الملك وجهاز المخابرات.
الملك عبد الله الثاني مستاء من انسداد الأفق السياسي (الجزيرة نت-أرشيف)
استياء الملك
وكشفت مصادر مطلعة للجزيرة نت عن استياء الملك عبد الله الثاني من انسداد الأفق السياسي في البلاد لاسيما ما يتعلق بالحوار مع المعارضة، إضافة لبطء إنجاز حزمة التشريعات الضرورية لعملية الإصلاح السياسي وسوء الإدارة والتحضير للانتخابات البلدية.
واعتبرت المصادر أن الملك مستاء أيضا من أداء حكومة البخيت وترددها في اتخاذ قرارات حازمة في وجه مكافحة الفساد، بالإضافة للاصطدام غير المبرر مع القطاع الخاص في ظل ظروف اقتصادية وتنموية حساسة.
وأكدت المصادر أن قرار الملك إقالة حكومة البخيت وتكليف الخصاونة بتشكيل الحكومة الجديدة جاء نتيجة إجماع مختلف الأطياف السياسية على ضرورة تغيير الحكومة في حوارات قادها الملك مع هذه الأطياف خلال الأيام القليلة الماضية.
ويعتبر الخصاونة رئيس الحكومة الثانية عشرة في عهد الملك عبد الله الثاني الذي بدأ عام 1999 بعد وفاة والده الملك حسين بن طلال.
وعمل الخصاونة رئيسا للديوان الملكي في عهد الملك الحسين، وهو يعمل حاليا قاضيا في محكمة العدل الدولية بلاهاي.